لم تتوقف تأثيرات الأزمات الكبرى الموجودة في العالم في هذه الفترة ، على تأثر الأوضاع الاقتصادية فقط ، بل ربما تحدث أزمة جديدة بين الصين وتايوان ، وذلك بسبب حجم الصراع بين البلدين وتفاقم المشكلة.
ويتوقع الخبراء بأن الصين بأمكانها توجيه ضربة جوية إلى تايوان، ولكن هل أن هذه الضربة ستكون مجرد ضربات جوية للمواقع الحيوية التي توجد في تايوان، أم سيكون هناك اجتياح بري لهذه الحرب.
ولكن من الجدير بالذكر ان الحرب بينهما مما لاشك فيه أنها ستؤثر على الاقتصاد العالمي وستتسبب في الكثير من الأضرار التي لا تقل في حدتها عن تلك التي تسببت ومازالت تتسبب فيها الأزمات الاقتصادية الحالية في العالم ، لذلك فمن خلال هذا المقال سوف نتعرف على تبعيات هذا الموضوع بالتفصيل .
أزمة الشرائح الالكترونية وعلاقتها بالأزمة بين الصين وتايوان |
ماذا لو اندلعت الحرب بين الصين وتايوان
مما لا شك فيه أنه في حالة وقوع الحرب بين الصين وتايوان سيتأثر الاقتصاد العالمي بشكل كبير وسلبي، وربما تحدث كوراث أكثر في شدتها من تلك التي تحدث في الوقت الحالي ، ومن خلال الأسطر التالية سوف نتحدث عنها بالتفصيل :-
فرض عقوبات اقتصادية على الصين
يتوقع أن الكثير من الدول الغربية والأوربية وبعض الدول الآسيوية قد تتفق على فرض عقوبات فيما يتعلق بالاقتصاد الصيني في حالة أنها أعلنت الحرب على تايوان ويتمثل الوضع الأكثر خطورة أنها الصين لن تكون قادرة على الحصول على استيرادتها من الطاقة، وذلك لكي تتمكن هذه الدول من وقف آلات الصين العسكرية، وبالتالي يتم الضغط على اقتصاد الصين.
ومن الجدير بالذكر أن العقوبات الاقتصادية على بكين ستكون سلاح ذو حدين، ويرجع السبب في ذلك في أن بكين مندمج بشكل كبير وكامل في الاقتصاد العالمي، وذلك لان الصين في العام الماضي بلغ انتاجها المحلي الأجمالي العالمي 18.2% ، وبذلك تستغل المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة الامريكية والتي كان ناتجها المحلي الاجمالي العالمي 23.8% ، بينما بلغت نسبت روسيا من الناتج المحلي العالمي 3.11%
وتعتبر الصين واحدة من أهم الدول وذلك لأنها تعد بمثابة مركز صناعي عالمي وتفتح فرص كبيرة في مجال الاستثمار اونلاين والتجارة الالكترونية هذا بالإضافة إلى أنها اكبر سوق تصدير للكثير من الدول على مستوى العالم، ولا يستثني من ذلك الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوربية.
هذا بالإضافة إلى أن الصين في الوقت الحالي تعتبر أكبر دائن على مستوى العالم، هذا بالإضافة إلى أنها تمتلك قروض مستحقة على الكثير من الدول حول العالم بما يعادل 5 تريليون دولار أمريكي، ولذلك فإنه يتوقع الكثير من خبراء الاقتصاد أن كبار القادة المستثمرين في الصين لا يخشوا العقوبات الاقتصادية التي قد تتعرض لها الصين، ويرجع السبب في ذلك في تيقنهم أنهم لا يمكن الحاق الضرر بهم دون ان يتأثر الاقتصاد العالمي، هذا بالإضافة إلى موقف الصين الاقتصادي القوي.
تعطل الصناعات التكنولوجية في الصين
من أهم التأثيرات التي سوف تلحق الضرر بالصين في حالة اعلانها الحرب على تايوان في أنها بلا شك انها لن تكون قادرة على استيراد الشرائح الالكترونية منها، ووفقا لكثير من الاحصائيات فإن الصين تقوم باسيراد ما يعادل 40% من احتياجاتها من الرقائق من تايوان.
وعلى الرغم من ان الكثير من الخبراء يتوقعوا بأنه في حالة اقتحام الصين لتايوان بشكل بري سوف تسيطر على مصانع صنع الرقائق وتستحوذ عليها، إلا انه يوجد سيناريو أخر للاحداث، وهو أن تقوم تايوان بتدمير هذه المصانع بمجرد أول ضربة عسكرية لها من الصين، وذلك كنوع من دفاع تايوان عن نفسها، والحاق الضرر بالصين من حيث الأزمة العالمية التي ستحدث في صناعة التكنولوجيا بسبب تدمير هذه المصانع.
ومن الجدير بالذكر أنه إذا استطاعت الصين التغلب على المشاكل الاقتصادية التي قد تتعرض لها فإنه من الصعب أو يكاد المستحيل أن تتغلب على أزمة نقص الشرائح الالكترونية.
اضعاف اقتصاد تايوان
مما لاشك فيه أنه في حالة وقوع الحرب بين الصين وتايوان أن هذه الحرب ستلحق الضرر باقتصاد تايوان، وذلك لأنه بلا شك سيحدث انخفاض في معدلات استيراد تايوان سواء كان من الشرائح الالكترونية أو أي شئ آخر تقوم بتصديره، هذا بالإضافة إلى أن كلا من الصين وهونج كونج تعمل على استيراد ما يعادل 50% من اجمالي صادرات تايوان.
ومن الجدير بالذكر في أنه في حالة تفاقم الأمور فإن الصين قد تفرض الكثير من القيود على الورادات الخاصة بتايوان، وخاصة بالنسبة للفاكهة والتي يتم تصديرها بشكل مستمر إلى الصين، وهو ما يتسبب في مشكلة بالنسبة للمزراعين في تايوان، والذي قد يدفعم إلى الاحتجاج ولوم حكومة بلادهم على أنها هي المسئولة عن تدهو العلاقات بينها وبين تايوان.
والخطر الثاني الذي سيهدد اقتصاد تايوان في حالة الحرب مع الصين أنه سوف يتم توجيه جزء كبير من الورادات إلى الموزانه الخاصة بالدفاع، ويرجع السبب في ذلك في أن تايوان قامت بشراء أسلحة بمبلغ 8.7 مليار دورلار، والتي سيتم سددادها على مدار خمس سنوات قادمة، وذلك استعداد لأي حرب قد تشنها الصين عليها.
وتتمثل هذه الأسلحة في ذخائر، وسفن حربية، ومدرعات، هذا بالإضافة إلى الكثير من المعدات الدقيقة التي تستخدم في الحروب والتي تتميز بأنها بعيدة المدى.
لذلك فإن توجيه جزء كبير من الموارد إلى الموازنة الخاصة بالدفاع فإن يؤثر بشكل سلبي على الموازنة الخاصة بالبحث والتطوير وقدرة الاقتصاد التايواني على التطور.
والجانب الثالث الذي سوف يؤثر على اقتصاد تايوان أنه سوف ينخفض معدل الاستثمارات الأجنبية بها في حالة اندلاع الحرب بينها وبين الصين، والعمل على توجيه هذه الاستثمارات الخاصة بالشرائح الالكترونية إلى الولايات المتحدة الامريكية وأوروبا، ومن الجدير بالذكر أنه لا يوجد أدنى شك أنه في حالة وقوع الحرب بين تايوان والصين فإن ذلك سوف يؤثر بشكل عام على انتاجية تايوان في مختلف المجالات، وخاصة في مجال صناعة الرقائق الالكترونية وأشباه الموصلات.
شلل الصناعات الالكترونية على مستوى العالم
تعتبر تايوان هي الدولة الرئيسية المصدرة للرقائق الالكترونية، وأشباه الموصلات، ويرجع السبب في ذلك في انه يبلغ أجمالي صادراتها للرقائق الالكترونية ما يعادل 90% من الطلب العالمي عليها، ومن المعروف أن كلا من الرقائق الالكترونية وأشباه الموصلات مكونات أساسية في صناعة أي الكترونيات، والتي تتمثل في الهواتف ، والأجهزة اللوحية، والكثير من ألعاب الأطفال، بالإضافة إلى الطائرات.
ومن الجدير بالذكر انه تايوان تتميز في صناعة الرقائق الالكترونية التي تقل عن 10 نانومتر، وهذا الأمر يجعلها المصدر الاول للكثير من الدول التي تحتاج إلى هذا النوع من الرقائق في صناعة أجهزتها الالكترونية.
ومن الجدير بالذكر أن انتشار فيرس كورونا في العالم عطل سلاسل التوريد فيما يخص الشرائح الالكترونية، مما أثر على انتاج السيارات الكهربائية على مستوى العالم، مما أدى إلى غلق الكثير من المصانع، وتسريح الآلاف من العمالة، لذلك فإن حدوث أي حرب على تايوان سيؤديإلى شلل في صناعة الالكترونيات على مستوى العالم.
فيما سبق قدمنا لكم كل ما هو متعلق بأزمة الشرائح الالكترونية، وكيف ستؤثر الحرب على تايوان في شل حركة صناعة الالكترونيات.